نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 172
الحمدانيون والتشيع : انتشر التشيع ، وارتفع شأنه في الموصل وحلب ، وما إليهما في عهد الحمدانيين ، واشتد بهم أزر الشيعة في العراق ، قال آدم متز في " الحضارة الإسلامية " : " وكان الحمدانيون أول أسرة تدخل في أمور بغداد " . وقال الشيخ المظفر في " تاريخ الشيعة " : " ارتفع شأن التشيع في سورية أيام سيف الدولة ، وانتشق أهله الهواء الطلق بعد أن حبسه عنهم أرباب السلطات المتعاقبة . فكانت سورية أيام الحمدانيين مكتظة بالشيعة . وإذا دخلت المسجد الأموي الرفيع بناية ، والمشيد عمارة ، وتوسطته واقفا تحت قبته ، فارفع رأسك لتنظر اسم علي والحسن والحسين في باطن القبة ، فأين اسم معاوية ويزيد وملوك آل مروان الذين رفعوا بناء ذلك المسجد ؟ ! " . وقال كرد علي في المجلد السادس من خطط الشام ص 258 : " كان أهل حلب سنة حنفية ، حتى قدم الشريف أبو إبراهيم الممدوح - في عهد سيف الدولة - فصار فيها شيعة وشافعية ، وأتى صلاح الدين ، وخلفاؤه فيها على التشيع ، كما أتى عليه في مصر ، وكان المؤذن في جوامع الشهباء يؤذن بحي على خير العمل ، وحاول السلجوقيون مرات القضاء على التشيع ، فلم يوفقوا إلى ذلك ، وكان حكم بني حمدان ، وهم شيعة من جملة الأسباب الداعية إلى تأصل التشيع في الشمال ، ولا يزال على حائط صحن المدفن الذي في سفح جبل جوشن بظاهر حلب ذكر الأئمة الاثني عشر ، وقد خرب الآن . ووصف ابن جبير المذاهب المتغلبة على الشام في القرن السادس ، فقال : " للشيعة في هذه البلاد أمور عجيبة ، وهم أكثر من السنيين بها ، وقد عملوا البلاد بمذاهبهم " . وحين أراد صلاح الدين الأيوبي الاستيلاء على حلب ، استنجد الوالي بأهلها ، وطلب منهم العون ، وأن يعبئوا أنفسهم تعبئة عامة ، فاشترط عليه الشيعة إن أجابوه أن يعيد في الأذان حي على خير العمل في جميع المساجد ، وينادي باسم الأئمة الاثني عشر أمام الجنائز ، ويكبر على الميت خمس تكبيرات ، ويفوض أمر
172
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 172