نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 163
الأخشيديين ، واتسع نطاقه في أيام الفاطميين ، فكانت مصر في عهدهم توقف البيع والشراء ، وتعطل الأسواق ، ويجتمع أهل النوح والنشيد يطوفون بالأزقة والأسواق ، ويأتون إلى مشهد أم كلثوم ونفيسة ، وهم نائحون باكون " [1] . وقال السيد مير علي في مختصر تاريخ العرب : " وكان من أهم عمارة القاهرة في عهد الفاطميين الحسينية ، وهي بناء فسيح الأرجاء تقام فيه ذكرى مقتل الحسين في موقعة كربلاء " . وأمعن الفاطميون في إحياء هذه الشعائر وما إليها من شعائر الشيعة ، حتى أصبحت جزءا من حياة الناس . ولولا سياسة الضغط والتنكيل التي اتبعها صلاح الدين الأيوبي مع الشيعة لكان لمذهب التشيع في مصر اليوم وبعد اليوم شأن أي شأن . وإذا لم يكن الفاطميون على مذهب الاثني عشرية فإن هذا المذهب قد اشتد أزره ، ووجد منطلقا في عهدهم ، فقد عظم نفوذه ، ونشطت دعاته وعملوا على نشره وتوطيده ، وأقبل الناس عليه آمنين مطمئنين على أنفسهم وأموالهم . . . ذلك أن الاثني عشرية والإسماعيلية وإن اختلفوا من جهات فإنهم يلتقون في هذه الشعائر ، بخاصة في تدريس علوم آل البيت ، والتفقه بها ، وحمل الناس عليها .