responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 108


فزاد عليهم .
وروى عنه راو واحد ، وهو إبان بن تغلب ثلاثين ألف حديث ، وقال الحسن بن علي الوشا : " أدركت في مسجد الكوفة تسعمائة شيخ ، كل يقول :
حدثني جعفر بن محمد ، وبرز بتعليمه من الفقهاء والأفاضل جم غفير " .
وقال الشيخ محمد الحسين المظفر في كتاب " تاريخ الشيعة " :
" أحسن أيام مرت على الشيعة هي الفترة التي امتزجت من أخريات دولة بني مروان ، وأوليات دولة بني العباس ، في اشتغال الأمويين بقتل بعضهم البعض ، وفي انتقاض البلاد عليهم ، وفي اشتغال بني العباس بالحروب مع المروانيين تارة ، واستتاب الأمن أخرى ، فانتهز الشيعة هذه الفرصة للارتواء من مناهل علم الإمام الصادق ، فشدوا الرحال إليه ، لأخذ أحكام الدين والمعارف عنه .
ولقد روي عنه في كل علم وفن ، كما تشهد به كتب الشيعة ، ولم تقتصر الرواية عنه على الشيعة فحسب ، بل روت عنه سائر الفرق ، كما تفصح بذلك كتب الحديث والرجال ، وقد أحصى ابن عقدة والشيخ الطوسي ، والمحقق في المعتبر وغيرهم من روى عنه من الشيعة وغيرهم ، فكانوا أربعة آلاف .
وصارت الشيعة في غضون هذه الفترة تنشر الحديث ، وتجهر بولاء أهل البيت ، وربا عددهم في مختلف الجهات . ولما قامت دعائم السلطان للمنصور ضيق على الإمام الصادق ، وأراد أن يقطع الأصل ليكون به جفاف الفرع " .
لقد وافق عصر الإمام الصادق حركة فكرية بلغت الغاية في نشاطها وانتشارها ، وظهرت مقالات غريبة ، وتيارات أجنبية عن الإسلام تفشت بين المسلمين ، بخاصة بين شبابهم ، بالنظر لاتساع رقعة الإسلام ، وكثرة الفتوحات التي فتحها العرب ، واندماجهم بالأمم العديدة المتباينة في ثقافاتها وأديانها .
فكان الملحدون يلقون الشبهات ، والمرجئة يساندون حكام الجور ، والمغالون يدعون مع الله إلها آخر ، والخوارج يكفرون المسلمين ، والمتصوفة يضللون ويراؤون ، والمحدثون يضعون الأحاديث على رسول الله ، والمؤمنون يريدون إيمانا واعيا ، فكان الشغل الشاغل لقادة الدين أن يدفعوا عنه ، ويثبتوا صحة العقيدة ، ويفندوا مزاعم المبطلين ، ويزيفوا أقوالهم .
وكانت مدرسة الإمام الصادق أول من شعر بهذا الخطر ، وأسبق من عمل

108

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست