إمامته ، وقد تابع الامام السادس عمله في ظروف أكثر ملاءمة ، وتفهما . فاستطاع الامام السادس حتى أواخر زمن إمامته ، والتي كانت معاصرة لآخر زمن خلافة بني أمية وأوائل خلافة بني العباس استطاع ان ينتهز هذه الفرصة ، لبث التعاليم الدينية وتربية العديد من الشخصيات العلمية الفذة في مختلف العلوم والفنون سواء في العلوم العقلية أو العلوم النقلية . ومن أشهر أولئك الذين تتلمذوا عند الامام هم : زرارة ، ومحمد بن مسلم ، ومؤمن الطاق ، وهشام بن الحكم ، وأبان بن تغلب ، وهشام بن سالم ، وحريز ، وهشام الكلبي النسابة ، وجابر بن حيان الصوفي ، الكيميائي وغيرهم . وقد حضر درسه رجال من علماء إخواننا السنة ، مثل سفيان الثوري وأبي حنيفة ، مؤسس المذهب الحنفي ، والقاضي المسكوني والقاضي أبي البختري وغيرهم . والمعروف ان عدد الذين حضروا مجلس الامام وانتفعوا بما كان يمليه عليهم الامام أربعة آلاف محدث وعالم 1 . وتعتبر الأحاديث المتواترة عن الامامين الباقر والصادق ، أكثر مما رويت عن النبي الأكرم والعشرة من الأئمة الهداة . لكن الأمر قد تغير في أخريات حياته ، حيث الاختناق والتشديد من قبل المنصور الخليفة العباسي ، فقام بايذاء السادة العلويين وعرضهم لأعنف أنواع التعذيب وأقساها وقتل بعضهم ، مما لم يشاهد نظيره في زمن الأمويين مع ما كانوا يتصفون به من قساوة وتهور . مارس العباسيون القتل الجماعي للعلويين وذلك بسجنهم في سجون مظلمة ، وتعذيبهم والقضاء على حياتهم . كما أنهم قاموا بدفنهم وهم أحياء ، في أسس الأبنية والجدران 2 . أصدر المنصور أمرا طلب فيه جلب الامام السادس من المدينة ( وكان
( 1 ) ارشاد المفيد ص 254 / الفصول المهمة ص 204 . مناقب ابن شهرآشوب ج 4 : 247 . ( 2 ) الفصول المهمة ص 212 / دلائل الإمامة ص 111 / اثبات الوصية ص 142 .