القتال ) من جانب العدو فطلب الامام المهلة لتلك الليلة لغرض العبادة ، وقرر القتال ليوم غد 1 . وفي اليوم العاشر من المحرم سنة 61 هجري قمري استعد الامام مع جمعه القليل ( لا يتجاوز عددهم تسعين شخصا ، أربعون ممن جاءوا معه ، ونيف وثلاثون التحقوا بالامام في ليلة الحرب ونهارها من جيش الأعداء ، والبقية كانوا من الهاشميين ، بما فيه ولده وأخوته وأبناء أخوته وأبناء أخواته وأبناء عمومته ) استعدوا في معسكر واحد امام العدد الغفير من جيش الأعداء ، فاشتعلت نار الحرب . حارب هؤلاء من الصباح الباكر حتى الظهيرة ، واستشهد الامام مع سائر الفتية الهاشميين ، فلم يبق منهم أحد ، ( وكان بين القتلى طفلان للإمام الحسن وطفل ورضيع للإمام الحسين ) . أغار الجيش بعد انتهاء الحرب على حرم الامام ، وأشعلوا النيران في مخيماتهم وحزوا رؤوس الشهداء وسلبوا ما على أبدانهم من رداء وملابس ، وتركوا الأجساد عارية على الأرض ، دون ان يواروهم في التراب ، ثم ساروا بأهل بيت الامام ( حرمه ) زوجاته وبناته اللواتي لم يكن لهم مأوى مع رؤوس الشهداء إلى جانب الكوفة ( ولم يكن في الأسرى من الرجال سوى القليل ، منهم ابن الإمام وهو السجاد شاب في سن الثانية والعشرين ، وقد اشتد عليه المرض ، وولده في سن الرابعة ( محمد بن علي ) الامام الخامس ، وكان باقيا أيضا الحسن المثنى ابن الإمام الثاني ، والذي كان صهرا للإمام الحسين ( ع ) وكان قد أصيب بجراح كثيفة في جسمه ، وكان طريحا بين القتلى وقد عثروا عليه وهو في آخر رمق من حياته ، ولم يقتل بسبب تشفع أحد الامراء ، وكان من جملة الأسرى الذين جاؤوا بهم إلى الكوفة ، ونقلوهم من الكوفة إلى
( 1 ) مناقب ابن شهرآشوب ج 4 : 98 / ارشاد المفيد ص 214 .