انتشر النبأ هذا شيئا فشيئا ، حتى عم جميع البلدان الاسلامية ، فأيد الحسين جمع من الأمة الاسلامية ، لما شاهدوه من ظلم وتعسف في زمن معاوية وابنه يزيد . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، فقد انهالت الرسائل الواردة من العراق ، وخاصة الكوفة على الحسين بن علي ، تطلب منه ان يتجه إلى العراق ، ليصبح قائدا لهم ، وتتم على يده إزالة معالم الظلم والجور ، ومن الطبيعي ان يشعر يزيد بخطورة الموقف . مكث الحسين في مكة حتى موسم الحج ، فكانت تفد جماعات من المسلمين لأداء الفريضة . علم الحسين بان هناك من أعوان يزيد وعملائه قد وصلوا مكة وهم يرتدون رداء الاحرام ، وقد أخفوا تحته السلاح ، لقتله حين قيامه بأداء فريضة الحج 1 . قرر الحسين مغادرة مكة متجها إلى العراق ، فوقف خطيبا 1 بين جمع غفير من المسلمين ، فأوجز في خطبته وأعلمهم بسفره إلى العراق ، وأشار باستشهاده في هذا الطريق ، وطلب العون منهم ، في سبيل أهدافه المقدسة ، والا يتوانوا عن نصرته ونصرة الاسلام ، دين الله الحنيف ، وغداة ذاك اليوم ، سلك طريق العراق مع أهله وعياله ، ونفر من شيعته وأصحابه . لقد صمم الحسين على عدم البيعة ليزيد ، وهو على علم بأن الطريق هذا سينتهي به إلى الاستشهاد وكان يعلم أن الجيش الأموي يتصف بالعدة والعدد ، وأنه مؤيد من قبل عامة الناس وخاصة أهل العراق . جاءت إليه جماعة ممن لهم صلة به ، فذكروا له خطورة الموقف
( 1 ) ارشاد المفيد 201 . ( 2 ) مناقب ابن شهرآشوب ج 4 : 89 .