نام کتاب : الشيعة الفرقة الناجية نویسنده : الحاج سعيد أبو معاش جلد : 1 صفحه : 401
كلّ مسلم معتقد بنبوّته يصدِّقه فيما يقول ، وانّه * ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) * . * فإذا لم يَصيْر كلْ أصحاب النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شيعة لعليّ ( عليه السلام ) فبالطبع والضرورة تلفت تلك الكلمات نظر جماعة منهم أن يكونوا ممّن ينطبق عليه ذلك الوصف بحقيقة معناه لا بضرب من التوسع والتأويل . * نعم ، وهكذا كان الأمر فاِنَّ عَدداً ليس بالقليل من أفاضل الصحابة اختَصّوا في حياة النبيّ بعليّ ولازموه ، وجعلوه إماماً كمبلِّغ عن الرّسول ، وشارح ومفسِّر لتعاليمه ، وأسرار حكمه وأحكامه ، وصاروا يعرفون بأنّهم شيعة عليّ ( عليه السلام ) كعَلَم خاصّ بهم كما نصّ على ذلك أهل اللغة ، راجع النهاية ولِسان العَرَب وغيرهما تجدهم ينصُّون على أنّ هذا الاسم غلب على أتباع عليّ وأولاده أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ومن يواليهم حتّى صار اسماً خاصاً بهم . * ومن الغنيّ عن البيان ، انّه لو كان مُراد صاحب الرسالة من ( شيعة علي ) مَن يُحبّه أو لا يُبغضه بحيث ينطبق على أكثر المسلمين كما تخيّله البعض لم يستقم التعبير بلفظ ( شيعة ) فانّ صَرف محبّه شخص لآخر أو عدم بغضه لا يكفي في كونه شيعة له ، بل لابُدّ هناك من خصوصيّة زائدة وهي الاقتداء والمتابعة له ، بل ومع الالتزام أيضاً ، وهذا يعرفه كلُّ مَن له أدنى ذوق في مجاري استعمال الالفاظ العربيّة ، وإذا استُعِملَ في غيره فهو مجاز مدلول عليه بقرينة حال أو مقال . * ثمّ ان صاحب الشريعة لم يَزل يتعاهد تلك البذور ويسقيها بالماء النمير العذب من كلماته واشاراته في أحاديث مشهورة عند أئمة الحديث من علماء السنّة فضلاً عن الشيعة مرويّ في الصحيحين .
401
نام کتاب : الشيعة الفرقة الناجية نویسنده : الحاج سعيد أبو معاش جلد : 1 صفحه : 401