تحليل المحطة الثانية ويظهر مما مر أن التأذين بذكر الشهادة الثالثة في فصول الأذان قد وقع في حمص ومصر وبغداد قبل ولادة [1] الشيخ الصدوق وأن في بغداد والعراق كانت الصدامات مشتدة ومحتده بين الشيعة وسنة جماعة الخلافة على الشعائر المذهبية بخاصة الأذان وخطب الجمعة وقد كانت الدولة العبيدية والفاطمية في مصر والشام ترفع في أذانها كذلك الشهادة الثالثة كما مر وكذلك دولة الحمدانيين في شمال العراق والشام والتي كانت أوائل القرن الرابع وكذا الدولة البويهية في جنوب إيران والعراق وبغداد ، فيظهر من ذلك أن بلدان الشيعة ودولهم كانت سيرتهم على التأذين بالشهادة الثالثة في الغيبة الصغرى وطوال القرن الرابع والخامس . في فصول الأذان على نفس الدرجة من تشدّدهم وتقيّدهم بالتأذين بفصل ( حي على خير العمل ) [2] وكانت

[1] ولد الصدوق في حدود 305 هجرية قمرية لأن وفاته في ثلاثمائة وواحد وثمانين ( 381 هجرية قمري حيث كانت وفاته في العشر الثامن من عمره وقد ورد بغداد سنة 355 هجرية قمرية أما الدولة العبيدية في مصر فقد كانت من 301 هجرية قمرية وأما الدولة الحمدانية فقد استمرت ستين سنة ( 60 ) من سنة 322 هجرية قمري واتت بعدهم الدولة الفاطمية في حلب واما الدولة الفاطمية فقد بدأت في مصر من سنة 356 هجرية قمري وفي أفريقيا من سنة 297 هجرية قمري إلى سنة 567 هجري قمري .
[2] وفي هذا المجال قد ألف البحاثة المتتبع السيد علي الشهرستاني كتاباً ( الأذان بين الأصالة والتحريف ) رصد فيه التسلسل الزمني لسيرة الشيعة في رفع الأذان بحي على خير العمل .

95