مصاديق الأمانة والشهادة هي مواثيق وعهود الإقرار بالتوحيد والرسالة والإمامة . ( وقيل : ان مقتضى وظيفة القيام بالشهادات هو القيام بمؤدى الشهادتين شهادة ان لا اله إلاّ الله وان محمداً رسول الله حيث أن مقتضى الشهادة الأولى عدم التوجه والوله لغير الله ومقتضى الشهادة الثانية عدم مخالفة الرسول في أمر من أوامره وكذلك هو مقتضى ومعنى الشهادة بالولاية والإمامة والوصاية بأئمّة الهدى ( سلام الله عليهم ) [1] . ( وقيل : أن للأمانة معنى واسع وليس هي الأمانات المادية المتنوعة للناس فحسب بل إنها تشمل الأمانات الإلهية وأمانات الأنبياء وكل الأئمّة المعصومين ويشير إلى ذلك قوله تعالى : * ( إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأمانات إلى أَهْلها ) * حيث أن سياق الآية بين الآيات المتصلة بها يراد من الأمانة ، الإمامة والولاية كما في قوله تعالى أيضا * ( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض ِ . . . ) * أي الأمانات الإلهية العظيمة وهي الديانة ) [2] . وقد صرح بشمول الأمانة والعهد للعهود الإلهية بل هي أبرز العهود جملة من المفسرين والفقهاء في ذيل قوله تعالى * ( أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ ) * فقال السيد اليزدي ( الظاهر كما صرح به بعضهم أن المراد من العقود في الآية مطلق العهود أعم من التكاليف الإلهية والعهود التي بين الخلق والخالق كالنذر وشبهه والعهود التي بينهم بعضهم مع بعض ) [3] .
[1] أطيب البيان : في ذيل الآية ج 13 ص 194 . [2] الأمثل في ذيل الآية ج 19 ص 29 . [3] حاشية المكاسب للسيد اليزدي ج 2 ص 371 طبعة دار المصطفى تعليق ص 508 .