ومنها : ما وروى الصدوق بسند [1] آخر متصل إلى ابن عباس عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قريب من مضمون هذه الرواية أيضاً . أقول : والسند الأول للصدوق قابلٌ للاعتبار كما لا يخفى على الممارس ومفادها يدعم رواية تفسير فرات الكوفي من صلة هذا النداء بالشهادات الثلاث في الأذان وأن هذا النداء السماوي بالشهادات الثلاث مع الأذان لأوقات الصلاة لم يكن في ليلة معراج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خاصة بل هو مستمر ما دام يقام الأذان للصلاة إلى يوم القيامة كما أن تصديهم ( عليهم السلام ) لبيان ذلك في جملة من الروايات هو لأجل بيان هذه الصلة بين الأذان والشهادات الثلاث لأن الأصل الأولي في كلام المعصومين هو البيان الشرعي والمعنى التشريعي لا الأخبار التكويني المحض كما هو مطرد في جملة روايات المعراج وغيرها . ويعزز ويدعم كون ذلك النداء من الملك السماوي أذاناً للأعلام والأشعار بوقت الصلاة ودخوله بضميمة ما تقدم وروي بطرق معتبرة في التعويل لاستعلام دخول الوقت على الديكة وذلك عند وجود العلة المانعة عن تبين دخول الصلاة أو مطلقاً كما قال بأحد التقديرين كل من علي [2] بن بابويه في فقه الرضا [3] والصدوق في الفقيه [4] والشهيد في الذكرى [5] والمحقق الثاني في
[1] التوحيد باب 38 حديث 4 ص 279 . [2] فقه الرضا ص 137 . [3] الفقيه ج 1 ص 144 . [4] الذكرى ص 128 . [5] جامع المقاصد ج 2 ص 29 .