وهارب ومستخف وذليل وخائف ومترقب حتى أن الفقيه والمحدث والقاضي والمتكلم يتقدم إليه ويتوعد بغاية الابعاد وأشد العقوبة الاَّ يذكروا شيئاً من فضائلهم ولا يرخصوا لأحد ان يطيف بهم وحتى بلغ من تقية المحدث انه إذا ذكر حديثاً عن علي ( عليه السلام ) كنى عن ذكره فقال : قال رجل من قريش وفعل رجل من قريش ولا يذكر علياً ( عليه السلام ) ولا يتفوه باسمه ثم رأينا جميع المختلفين قد حاولوا نقض فضائله ووجهوا الحيل والتأويلات نحوه من خارجي مارق وناصب حنق وثابت مستبهم وناشئ معاند ومنافق مكذب وعثماني حسود يفترض ويطعن . . . وقد علمت أن معاوية ويزيد ومن كان بعدهما من بني مروان أيام ملكهم - وذلك نحو شماتين - لم يدعوا جهداً في حمل الناس على شتمه ولعنه واخفاء فضائله وستر مناقبه وسوابقه ) [1] . ثم ذكر ابن أبي الحديد روايات مستفيضة من مصادرهم في السنن التي أقامها بنو أمية في النيل من علي ( عليه السلام ) وشتمه فلاحظ ذلك [2] . وكذلك نقل ابن أبي الحديد في موضع آخر بقوله ( ولقد كان الحجاج ومن ولاه كعبد الملك والوليد ومن كان قبلهما وبعدهما من فراعنة بني أمية على إخفاء محاسن علي ( عليه السلام ) وفضائله وفضائل ولده وشيعته وإسقاط أقدارهم احرص منهم على إسقاط قراءة عبد الله وأُبي لأن تلك القراءات لا تكون سبباً لزوال ملكهم وفساد أمرهم وانكشاف حالهم وفي اشتهار فضل علي ( عليه السلام )
[1] شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - ج 13 ، ص 219 . [2] شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - ج 13 ، ص 219 .