الايمان وقواعده والأذان هو من الاعلام والنداء بأصول الايمان والدعوة إليها فمضمون هذه الروايات موافق للكتاب والسنة وقد اعترف الصدوق بذلك بل كل المشهور وعلى ذلك فأي تأثير في ضعف الصدور بعد أنجباره بقوة المضمون كيف وأن الحال في المقام هو صحة الصدور حيث أن الشيخ والعلامة والشهيد وصفوها بالشذوذ أي الصحيحة سنداً الشاذة والغريبة مضموناً كما مرت الإشارة إليه وسيأتي له تتمة وهذا الوصف من الغرائب منهم ( قدس سرهم ) لأن مطابقة الخبر لمضمون السنة لا يقتصر على المطابقة التفصيلية بل تعم المطابقة الإجمالية العامة وهي حاصلة في البين بل إن المطابقة التفصيلية أيضاً حاصلة بمعنٍ ما وذلك لأن حي على خير العمل كما في صحيحة ابن أبي عمير عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ( أن حي على خير العمل حث على الولاية ودعاء إليها ) [1] ومثلها معتبرة الفضل بن شاذان ومحمد بن سنان عن الرضا ( عليه السلام ) [2] . هذا مضافا إلى ان الروايات الخاصة الواردة في عدد فصول الأذان مختلفة بشدة في العدد مما يستفاد منها - كما استظهر غير واحد من المتقدمين والمتأخرين ومتأخري المتأخرين - أن ماهية فصول الأذان ليست محدودة بعدد واحد مؤقت بل هي بين حد الأدنى وحدود عليا فأي شذوذ للمضمون يبقى حينئذٍ ومن ثم أخذ غير واحد من الأعلام على الصدوق يترافع كلامه حيث أنه من جانب يقترف بأن المضمون في نفسه حق ومن جانب آخر يتهم رواة الأحاديث بالمفوضة ويترفع إلى الجزم بالوضع . هذا وسيأتي في الفصل الثالث
[1] أبواب الأذان باب 19 حديث 16 . [2] أبواب الأذان باب 19 حديث 14 ، 15 .