الشهادة الثالثة سبب الإيمان وشرط الأذان إن ما يجدر بالتنبيه والإشارة إليه أن التشهد بالشهادة الثالثة ليس خطورته وأهميته في الدين منحصرةً في جزئيته في الأذان كعمل عبادي أي كقول مأخوذ كأحد الأعمال التي هي من فروع الدين . بل إن مكمن موقعيته كقول هو في كونه سبباً لتحقيق الإيمان كما هو مقتضى تعريفه أنه ( الاعتقاد بالجنان والإقرار باللسان والعمل بالأركان كما هو الحال في التشهد بالشهادتين كقول موجب للدخول في الإسلام ومفتاح للولوج في الدين فكذلك قول الشهادة الثالثة مفتاح وأسٌ ركيّنٌ لبناء الأيمان وهو مراد المشهور في تعبيرهم ( في فصول الأذان ) ( أنها من أحكام الأيمان بلا خلاف لمقتضى المذهب الحق ) بل هي من أعظم أحكامه كقول يتشهد بها المكلف في حياته ويقربه كما يتشهد بالشهادتين للدخول في الإسلام بغض النظر عن الأذان والإقامة ، وإذا اتضح ذلك كما هو مدلول الأدلة القرآنية والروايات المتواترة ، فيتبين أن تحقق الأيمان متوقف على التلفظ بالشهادة الثالثة بأي صيغة من صيغها ، وحيث أن الأيمان شرط في صحة العبادات كما ذهب إليه المشهور المنصور أو شرط قبول كما احتمله جملةٌ من الفقهاء وان لم يبنوا عليه في الفتوى ، فإنه على كلا القولين ينتج من هذه القاعدة الشرعية ان الشهادة الثالثة شرط وضعي في الأذان والإقامة ، كعمل عبادي غاية الأمر على القول الأول شرط وضعي لزومي في صحة الأذان والإقامة وعلى القول الثاني شرط