نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 72
وذهب بعض بعد الاعتراف أيضاً بصحّته وصراحته إلى خطأهم في المخالفة ، وأنّ ذلك من قبيل المعاصي الصادرة من الأنبياء ، وقد نقل ذلك بعض أصحابنا عن الشيخ الجزري الشافعي ، ونقل عنه أنّه قال بعد اعتذاره عنهم : فلا يوجب قدحاً فيهم ولا في خلافتهم . أقول : والظاهر أنّهم انّما جوّزوا المعاصي على الأنبياء ( عليهم السلام ) لقصد سدّ هذه الثلمة ، وتنوير هذه الظلمة ، فانظر رحمك الله تعالى بعين الانصاف إلى هذه الأجوبة الباطلة السخيفة ، والاعتذارات العاطلة الكثيفة ، الناشئة عن مجرّد البغض والعناد لأُولئك السادة الأمجاد ، والتمسّك بذيل الحميّة والعصبيّة لأصنامهم الضالّة الغويّة . قال مولانا محمّد باقر المجلسي ( رحمه الله ) في كتاب بحار الأنوار ، بعد نقل جملة وافية من الأخبار ، وأبحاثاً شافية واضحة المنار ، أقول : لا يخفى على من شمّ رائحة الانصاف أنّ تلك الوجوه التي نقلناها عن القوم مع تتميمات ألحقناها بها ، ونكات تفرّدنا بايرادها ، لو كان كلّ منها ممّا يمكن لمباهت ومعاند أن يناقش فيها ، فبعد اجتماعها وتعاضد بعضها ببعض ، لا يبقى لأحد مجال الريب فيها . والعجب من هؤلاء المخالفين مع ادّعائهم غاية الفضل والكمال ، كيف طاوعتهم أنفسهم أن يبدوا في مقابلة تلك الدلائل والبراهين احتمالات يحكم كلّ عقل باستحالتها ؟ ! ولو كان مجرّد التمسّك بذيل الجهالات والالتجاء بمحض الاحتمالات ممّا يكفي لدفع الاستدلالات ، لم يبق شيء من الدلائل الاّ ولمباهت فيه مجال ، ولا شيء من البراهين الاّ ولجاهل فيه مقال ، فكيف يثبتون الصانع ويقيمون البراهين فيه على الملحدين ؟ وكيف يتكلّمون في اثبات النبوّة وغيرها من مقاصد الدين ؟ أعاذنا الله وإيّاهم من العصبيّة والعناد ، ووفّقنا جميعاً لما يهدي
72
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 72