responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 63


أخبارهم ، ولم يظهر منهم صيت دعوى الإمامة ، ولا القيام في طلب تلك الزعامة .
حتّى أكل الدهر عليهم وشرب ، وغنّى بذلك وطرب ، فلا يزورهم من ذلك الجمّ الغفير زائر ، ولا يذكرهم ذاكر ، بل ربّما لا يعرف لهم خبر ، ولا يوقف لهم على أثر ، وعلى هذا جرت الأيّام والسنون ، وانقرضت تلك الأُمم والقرون ، ومضى قوم وجاء آخرون .
وبذلك اختفى صيت الإمامة بين جمهور الناس ، وعظم ما انتشر من غيم الالتباس ، سيّما بالسنبة إلى أهل البلاد البعيدة ، وأصحاب الصحاري ، وأرباب الحرف والصنائع ، ومن شغلته الدنيا عن النظر في أمر الآخرة .
وليست الأئمّة عند من يعرفهم من هؤلاء الاّ من قبل سائر الناس من أولاد علي وفاطمة ( عليهما السلام ) وانّما الأئمّة عندهم هؤلاء الخلفاء الذين يرون الدولة على أبوابهم ، والأمر والنهي بأيدي حواشيهم وحجّابهم .
ومن كان له علم بالإمامة من الناس في ذلك الوقت ، فهو : إمّا مؤمن يخفيها خوفاً أو تقيّة وهم أصحابهم ( عليهم السلام ) أو ناصب يخفيها بغضاً وحسداً ، كأُولئك الخلفاء ومن تابعهم من القضاة والعلماء الذين لهم معرفة بالأخبار ، ووقوف واطّلاع على السير والآثار .
ويدلّ على ما قلناه من هذا التفصيل ، ما سيأتيك في الأخبار بالنسبة إلى أصحاب الصدر الأوّل أنّهم أصحاب ردّة ، وأنّهم لم ينج منهم الاّ القليل ، ثمّ رجع بعض الناس بعد ذلك شيئاً فشيئاً [1] .
وأمّا بعد ذلك بسبب وقوع ما وقع ممّا تلوناه عليك ورد : أنّ الناس إمّا مؤمن ،



[1] روى الكشي باسناده عن سدير عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان الناس أهل ردّة بعد النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) الاّ ثلاثة ، فقلت : ومن الثلاثة ؟ فقال : المقداد بن الأسود ، وأبو ذرّ الغفاري ، وسلمان الفارسي ، ثمّ عرف الناس بعد يسير الحديث . اختيار معرفة الرجال 1 : 26 ح 12 .

63

نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست