responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 4


بالكفر والمروق والالحاد ، في الوقت الذي ينضوي الجميع فيه تحت مبدأ واحد ، ويستقون معارفهم من منبع واحد ، ويسعون نحو هدف واحد .
والذي يبدو من خلال دراسة واقع الظروف النفسيّة والاجتماعيّة لتلك الحقبة من الزمن ، أنّ هذا التصدّع في بناء المجتمع المسلم وما آلت إليه الأحوال لم يكن ليحدث بصورة اتّفاقيّة عفويّة ، بل كان هناك تخطيط مسبق رسمت خطوطه العريضة في زمان النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، ولعلّ في قوله تعالى ( أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) [1] ما يؤكّد ذلك .
ويشهد له ما ذكره المؤرّخون من مختلف الحوادث ، ومنها المحاولة التي استهدفت شخص النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بعد منصرفه من غزوة تبوك [2] . على أنّ الآية الشريفة أفادت وبصورة قاطعة أنّ الانقلاب واقع لا محالة ، سواء رحل النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) عن الدنيا موتاً أو قتلاً ، ولقد تحقّق ذلك الانقلاب الذي حمل معه المآسي والآلام ، ولا زالت الأُمّة تعاني من ويلاتها ، فانّه أعقبها تمزّقاً وتشتّتاً في شتّى الميادين .
الأساس في الخلاف :
وتبدأ الحكاية بعلي ( عليه السلام ) وتنتهي بشيعة علي ( عليه السلام ) . وانّما قلنا انّها تبدأ بعلي ( عليه السلام ) فلأنّ منشأ الخلاف وأساسه هو الخلافة بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، فهل أنّ الإمامة منصب إلهيّ لا يختلف عن النبوّة الاّ في صورة التعيين وكيفيّته بالمباشرة أو بالواسطة ؟ بمعنى أنّ تعيين النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) عن طريق الوحي ، وأمّا تعيين الإمام فعن طريق النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، وكلا الأمرين يرجعان بالمآل إلى الله تعالى ، أو أنّ الإمامة زعامة



[1] آل عمران : 144 .
[2] راجع تفاصيل هذا الحدث : بحار الأنوار 21 : 185 - 252 باب غزوة تبوك وقصّة العقبة .

4

نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست