نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 31
سافر بهم إلى القطيف ، وتركني في البحرين في البيت الذي لنا في قرية الشاخورة ، حيث أنّ في البيت بعض الخزائن المربوط فيها على بعض الأسباب ، من كتب وصفر وثياب ، فانّه نقل معه جملة إلى القلعة التي قصدوا الحصار فيها ، وأبقى بعضاً في البيت مربوطاً عليه في أماكن خفية ، فأمّا ما نقل إلى القلعة ، فانّه ذهب بعد أخذهم القلعة قهراً ، وخرجنا جميعاً بمجرّد الثياب التي علينا . ولمّا سافر إلى القطيف بقيت أنا في البلد ، وقد أمرني بالتقاط ما يوجد من الكتب التي انتهبت في القلعة ، واستنقاذها من أيدي الشراة ، فاستنقذت جملة ممّا وجدته ، وأرسلت به إليه مع جملة ما في البيت شيئاً فشيئاً ، ومرّت هذه السنين كلّها بالعطال . ثمّ انّي سافرت إلى القطيف لزيارة الوالد ، وبقيت شهرين أو ثلاثة ، فضاق بالوالد الجلوس بالقطيف لكثرة العيال وضعف الحال وقلّة ما في اليد ، فعزم على الرجوع إلى البحرين ، وان كانت في أيدي الخوارج ، الاّ أنّ القضاء والقدر حال بينه وبين ما جرى في باله وخطر . فاتّفق أنّ عسكر العجم مع جملة من الأعراب جاؤوا لاستخلاص البحرين من أيدي الخوارج في ضمن تلك الأيّام ، فصرنا نرقب ما يصير من أمر ذلك وما ينتهي الحال من هذه المهالك ، حتّى صارت الدائرة على العجم ، فقتلوا جميعاً وحرّقت البلاد ، وكان من جملة ما حرق بالنار بيتنا في القرية المتقدّمة ، فازداد الوالد ( رحمه الله ) غصّة لذلك ، حيث أنّه خرّج على بنائه مبلغاً خطيراً ، وصار هذا سبب موته ، فمرض وطال به المرض شهرين ، حتّى توفّي بالتاريخ المتقدّم ذكره . ولمّا حضره الموت ألزمني وقال : لا أبرئ لك ذمّة ان جلست على سفرة وليس اخوانك حولك ومعك ، وذلك لأنّ إخوتي كانوا من أُمّهات أُخر ، وأكثرهم أطفال ، وأكثرهم قد توفّيت أُمّهاتهم ولم يكن لهم مرجع ، فلا علاج انّي ابتليت
31
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 31