نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 279
كتب المشيخة المصنّفين والرواة المخلصين ، فمن ذلك ما رواه موسى بن بكر في كتابه ، ثمّ ذكر الكتب ورواياته [1] . وقد ذكر أيضاً رضي الدين بن طاووس أنّ أكثر الكتب المذكورة كانت عنده ونقل منها كثيراً [2] . قال بعض أصحابنا : والظاهر أنّها انّما اضمحلّت بسبب الاستغناء عنها بهذه الكتب المدوّنة ؛ لكونها أحسن جمعاً منها ، وأحسن تناولاً . وبالجملة فالتتبّع الصادق في مضامين الأخبار ، والتطلّع في كتب السير والآثار ، أقوى شاهد على ابطال هذا الاعتذار ، وقد حقّقنا حقيقة الحال في هذا المجال بما لا يحوم حوله اشكال في كتاب المسائل المشار إليه سابقاً . وبذلك يظهر لك صحّة ما اعتمدنا عليه من الأخبار في هذه الرسالة ، ورجّحناه واخترناه في هذه العجالة . ولنختم الكلام بحمد الله الملك العلاّم على ما وفّقنا له في جميع المهامّ ، ولا سيّما الفوز بسعادة الاختتام ، والصلاة على خيرته من الأنام محمّد وآله مصابيح الظلام ومفاتيح دار السلام . وقد اشتملت هذه الرسالة - بحمد الله ومنّه - على جواهر تحقيقات قد زلّت فيها أقدام ، وزواهر تدقيقات قد دحضت فيها أذهان أفهام . والمأمول من الناظر فيها المسامحة فيما يجده من الزلل والنقصان ، ويعثر عليه من السهو والنسيان ، فانّه كالطبيعة الثانية للانسان ، ولا سيّما في هذه الأزمان المملوءة بأنواع الابتلاء والامتحان ، والمشحونة بضروب القوادح والأشجان من المحن والغارات والتفرّق والشتات ، والتغرّب عن الديار والأوطان .