نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 217
أتحبّين أن تزول هذه الدعوة من الدنيا ؟ قالت : لا ، قال : فهو كما أقول [1] . وفي حديث طويل في كلام له ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي ( عليه السلام ) : واعلم أنّك ان لم تكف يدك وتحقن دمك إذا لم تجد أعواناً ، تخوّفت عليك أن يرجع الناس إلى عبادة الأصنام [2] . وتوجيه الحال فيما دلّت عليه هذه الأخبار أنّ المستفاد من جملة من الأخبار وعليه دلّت السير والآثار ، أنّ اظهار أُولئك الكفرة الفجرة القيام بشرائع الاسلام ، انّما كان طمعاً في طلب الدولة والرئاسة ؛ لما علموه قبل الدخول في الاسلام من أحبار اليهود ، فلو أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نازعهم ذلك وغالبهم وقاتلهم رجعوا جاهليّة ، وأظهروا ما أضمروه من عبادة الأصنام ؛ لفوات مقصودهم حينئذ من اظهار ذلك الاسلام . وكذلك أتباعهم الذين انّما أسلموا قهراً بسيف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وما منهم الاّ من فجعه بجده أو أبيه أو خاله أو عمّه أو أخيه ، فأحقاد بغضه في قلوبهم كامنة ، وأغلال حسده في صدورهم ساكنة ، فهم أدعى إلى الرجوع إلى الطريقة الأُولى ، والعكوف على تلك اللات والعزّى . ويؤيّد ذلك ما رواه عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة عن علي ( عليه السلام ) في حديث طويل ، قال فيه : انّ العرب كرهت أمر محمّد ( صلى الله عليه وآله ) وحسدته على ما آتاه الله من فضله ، فاستطالت أيّامه ، حتّى قذفت زوجته ، ونفرت ناقته ، مع عظيم احسانه كان إليها ، وجسيم منّة عندها ، واجتمعت مذ كان حيّاً على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته ، ولو لا أنّ قريشاً جعلت اسمه ذريعة إلى الرئاسة وسلّماً إلى العزّة والامرة ، لما عبدت الله بعد موته يوماً واحداً ،