نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 215
المهين ، حيث يقول سبحانه ( إنّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهيناً ) [1] أو أنّ الأمر لم يبلغ إلى حدّ الايذاء له ، وقد نسبوه إلى الهجر والهذيان ، وأساؤا لأدب في حقّه برفع الأصوات عنده ، وهو في حياض الممات ، حتّى قال لهم : قوموا عنّي ، فما ينبغي عندي هذا النزاع . فيا معشر ذوي العقول هل يجوز في مثل هذا الوقت الضنك المجال المشرف فيه على التقوّض من بين أظهرهم والترحال أن يقابلوه بمثل هذه الفعال ؟ ! أليس هذا لو صدر مع سائر الرجال في مثل تلك الحال ، لعدّ نقضاً وسوء أدب عند ذوي الكمال ؟ . وليت شعري أليس هناك من يهتدي لوجوه المصالح غير ابن الخطّاب الذي ضرب على قلبه دون الأيمان القفل والحجاب ؟ أين علي بن أبي طالب عن أغلاط ابن عمّه ؟ وأين العبّاس ؟ وأين بنو هاشم الذين هم ذروة الشرف وأرباب الرئاسة دون الناس ؟ ألم يهتدوا لمصلحة من تلك المصالح التي اهتدى إليها ابن الخطّاب ؟ فتروى لنا في باب من تلك الأبواب ، ما هذا الاّ كفر قد تجاوز الحدّ من هؤلاء الأفاضل . وكلّ ذلك حميّة على ابن الخطّاب وغيره من الأشقياء الأرازل ، ينسبون الجهل إلى نبيّهم ، ويجوّزون عليه الغلط ليصحّحوا به جرأة ابن الخطّاب وما سلف منه وفرط ، فليتهم اتّخذوه نبيّاً دون ذلك النبيّ ، بل الأمر كذلك ان كنت تفهم ما هناك وتعي ، ولعلّك بمعونة أمثال هذا الكلام الصادر من هؤلاء الأعلام وما يجري مجراه في المقام يزول عنك الشكّ والارتياب في ردّة أُولئك الأصحاب ، إذا كانت هذه سلوكهم معه في الحياة ، وجرأتهم عليه ومخالفتهم له في وجهه وإساءتهم إليه .