نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 187
ذلك ؟ قلت : ما يمنعني الاّ أنّي أخشى أن لا يحلّ لي مناكحتهم فما تأمرني ؟ إلى أن قال : قلت : أصلحك الله فما تأمرني أنطلق فأتزوّج بأمرك ؟ فقال لي : ان كنت فاعلاً فعليك بالبلهاء من النساء ، قلت : وما البلهاء ؟ قال : ذوات الخدور العفائف ، قلت : من هي على دين سالم بن أبي حفصة ؟ قال : لا ، قلت : من هي على دين ربيعة الرأي ؟ قال : لا ، ولكن العواتق اللاتي لا ينصبن كفراً ، ولا يعرفن ما تعرفون . قلت : فهل تعدو أن تكون مؤمنة أو كافرة ؟ قال : تصوم وتصلّي وتتّقي الله ولا تدري ما أمركم ، فقلت : قد قال الله تعالى ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) [1] ، والله لا يكون أحد من الناس ليس بمؤمن ولا كافر . قال : فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : قول الله تعالى أصدق من قولك يا زرارة ، أرأيت قول الله تعالى ( خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيّئاً عسى الله أن يتوب عليهم ) [2] فلما قال عسى ؟ فقلت : ما هم الاّ مؤمنين أو كافرين . قال : فقال : ما تقولون في قول الله تعالى ( الاّ المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً ) إلى الايمان ، فقلت : ما هم الاّ مؤمنين أو كافرين ، فقال : والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين . ثمّ أقبل عليّ فقال : ما تقول في أصحاب الأعراف ؟ فقلت : ما هم الاّ مؤمنين أو كافرين ان دخلوا الجنّة فهم مؤمنون ، وان دخلوا النار فهم كافرون ، فقال : والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين ، ولو كانوا مؤمنين لدخلوا الجنّة كما دخلها المؤمنون ، ولو كانوا كافرين لدخلوا النار كما دخلها الكافرون ، ولكنّهم قوم استوت حسناتهم وسيّئاتهم ، فقصرت بهم الأعمال ، وانّهم لكما قال الله تعالى .