نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 166
وروى الشيخ الجليل أحمد بن أبي طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج ، قال : قال جعفر بن محمّد الصادق ( عليهما السلام ) : علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته ، يمنعونهم من ضعفاء شيعتنا ، وعن أن يتسلّط عليهم إبليس وشيعته النواصب ، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممّن جاهد الروم [1] . إلى غير ذلك من الأخبار التي يطول بنقلها الكلام الوارد شطر منها في عدم جواز الائتمام بهم من غير تقيّة ، وشطر منها في عدم لحوق الشفاعة لهم ، وشطر قد تضمّن مجاهدتهم بالاحتجاجات والمحافظة على ضعفاء الشيعة منهم ، وشطر منها في عدم جواز اعطائهم من الزكاة ، بل من مطلق الصدقة ، وشطر منها في بيان الطينة . ومن المعلوم أنّ ورودها على ما عرفت من الاستفاضة في الأحكام والتعداد انّما هو في بيان فرد هو أعظم الأفراد وأكثرها انتشاراً في كلّ بقعة وواد ، لا ما يدّعونه من أخصّية الناصب من مطلق المخالف وأنّه فرد نادر ، كما يفهم من كلام شيخنا الشهيد الثاني في المسالك ممّا تقدّم نقله عنه . لا يقال : يمكن الجواب بحمل الناصب فيها على مجرّد المخالف ان لم يكن عدوّاً ، كما ادّعاه بعضهم . لأنّا نقول : هذا باطل من وجوه : أحدها : أنّ ما ادّعوه من كون الناصب بمعنى المخالف لا دليل عليه ؛ لأنّك قد عرفت أنّ معنى النصب لغة هو العدواة ، ثمّ اختصّ عرفاً أو مجازاً مشهوراً بعداوة علي ( عليه السلام ) ودلّ بعض الأخبار على شموله لعداوة أحد منهم ( عليهم السلام ) وما توهّمه