نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 15
وقد وصفته سيّدة النساء ( عليها السلام ) في خطبتها في مسجد أبيها ( صلى الله عليه وآله ) فقالت : كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ، أو نجم قرن للشيطان ، أو فغرت فاغرة من المشركين ، قذف أخاه وابن عمّه في لهواتها ، فلا ينكفئ حتّى يطأ صماخها بأخمصه ، ويخمد لهبها بسيفه ، مكدوداً في ذات الله ، مجتهداً في أمر الله ، قريباً من رسول الله ، سيّداً في أولياء الله ، مشمّراً ناصحاً مجدّاً كادحاً ، لا تأخذه في الله لومة لائم [1] . ويقول ابن أبي الحديد : وأمّا الشجاعة فانّه أنسى الناس فيها ذكر من كان قبله ، ومحا اسم من يأتي بعده ، ومقاماته في الحروب مشهورة ، يضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة ، وهو الشجاع الذي ما فرّ قطّ ، ولا ارتاع من كتيبة ، ولا بارز أحداً الاّ قتله ، ولا ضرب ضربة قطّ فاحتاجت الأُولى إلى ثانيه . وفي الحديث « كانت ضرباته وتراً » ولمّا دعا معاوية إلى المبارزة ليستريح الناس من الحرب بقتل أحدهما ، قال له عمرو : لقد أنصفك ، فقال معاوية : ما غششتني منذ نصحتني الاّ اليوم ، أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم أنّه الشجاع المطرق ، أراك طمعت في إمارة الشام بعدي ، وكانت العرب تفتخر بوقوفها في الحرب في مقابلته ، فأمّا قتلاه فافتخار رهطهم بأنّه ( عليه السلام ) قتلهم أظهر وأكثر ، قالت أُخت عمرو بن عبد ودّ ترثيه : لو كان قاتل عمرو غير قاتله * بكيته أبداً ما دمت في الأبد لكنّ قاتله من لا نظير له * وكان يدعى أبوه بيضة البلد وانتبه يوماً معاوية ، فرأى عبد الله بن الزبير جالساً تحت رجليه على سريره ، فقعد فقال له عبد الله يداعبه : يا أمير المؤمنين لو شئت أن أفتك بك لفعلت ، فقال :
[1] فاطمة صوت الحقّ الإلهي للشيخ محسن المعلّم ، الدرس الرابع من شرح الخطبة الأُولى ص 65 - 66 .
15
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 15