نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 124
الأفعال الشنيعة ، فهو انّما يجوز على من قامت عليه البيّنة الشرعيّة بذلك ، وتوجّهت عليه الحجّة القطعيّة بارتكاب تلك المسالك ، لا على مجرّد التهمة بالتشيّع فضلاً عن العلم به ، كما هو المشاهد الآن في غير مكان . وثانياً : أنّ هذه الخوارج ممّن يعلن ببغض بعض أُولئك الخلفاء الأربعة عندهم ، ويدين الله بعداوتهم ، مع أنّهم معهم في تمام الاتّحاد بهم والاختلاط معهم ، وقد صرّحوا بطهارتهم وجواز مناكحتهم ، واجراء أحكام الاسلام عليهم . وقد عرفت ما صرّح به صاحب الكشّاف وإمامهم الفخر الرازي ممّا قدّمنا نقله عنهما في الفائدة الخامسة من فوائد المقدّمة أنّ محبّة أهل البيت ( عليهم السلام ) من الضروريّات الدينيّة ، وأنّه لا خلاف بينهم في كفر المنكر لأحد الضروريّات الدينيّة ، وهذه الخوارج بمقتضى ذلك يجب الحكم بكفرهم ونجاستهم وقتلهم ، مع أنّهم معهم كما وصفنا لك . وبالجملة فالعلّة الحقيقيّة في ارتكابهم معنا تلك البلايا والمصائب انّما هي الجبلّة التي جبلت على بغض مولانا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وأبنائه الأطائب ، الحقّ واضح ، والنهار فاضح ، كما هو بين يديك ونصب عينيك بيّن لائح . الثاني : من الأدلّة الواضحة على نصبهم - خذلهم الله تعالى - اعراضهم عن مناقب الأئمّة ، وانقباض وجوههم عند سماع مدائحهم ، وانكارهم لفضيلة زيارة قبورهم ، وهجرهم لمشاهدهم ، مع عكوفهم على زيارة من لا يقاس بنعال عبيدهم من البله والمجانين المكشوفي العورات التاركي الصلوات ، باعتقاد أنّهم أولياء الله ، وعدم اشتمال شيء من كتبهم ومصنّفاتهم على الرواية عن أحد من الأئمّة المعصومين ( عليهم السلام ) أو من خواصّهم المرتبطين بهم والملازمين ، مع ما يوهمون به ظاهراً من دعوى حبّهم ، ويموهون به أنّهم من أتباعهم وحزبهم . وأعظم ذلك تيمّنهم بيوم عاشوراء ، واتّخاذهم له عيداً من أكبر الأعياد ،
124
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 124