responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 102


والعداوة لكلّ مقدّم للجبت والطاغوت الموجب لكفره ونجاسته ، وعدم اجراء شيء من أحكام الاسلام عليه ، مع أنّ من جملة المقدّمين من لا علم له بالإمامة من الجاهلين والمستضعفين ، كما أسلفنا بيانه في الفائدة الأُولى من فوائد المقدّمة ، وهم المعبّر عنهم في الأخبار بأهل الضلال مع تصريحها باسلامهم ، كما سيأتيك الأخبار به في الباب الثاني إن شاء الله تعالى .
والمستفاد من تلك الأخبار أنّهم من المرجئين لأمر الله ومن أهل المشيئة ، وربّما دلّت بعض الأخبار على كونهم من أهل الجنّة أيضاً .
وحينئذ فلا بدّ من حمل هذا الحديث على غير هؤلاء وتخصيصه بالمقدّمين المنكرين للإمامة دون الجاهلين والمستضعفين .
وثانيهما : بالنسبة إلى الحديثين الأخيرين من قوله ( عليه السلام ) « لأنّك لا تجد أحداً يقول : أنا أبغض محمّداً وآل محمّد » مع أنّ الأخبار استفاضت أنّ بني أُميّة كانوا يعلنون بسبّ علي وأولاده ( عليهم السلام ) بل قتلهم مجاهرة أعظم من ذلك .
ويمكن الجواب عن ذلك بالحمل على وقتهم - صلوات الله عليهم - وما بعده ، فانّ أعداءهم في تلك الأوقات من الخلفاء العبّاسيّة وان أضمروا لهم المصائب ، وتربّصوا بهم النوائب ، الاّ أنّ ذلك خفية وسرّاً ، وفي الظاهر يعظّمونهم ويدنون مجالسهم ، وتراهم يدسّون إليهم السمّ خفية ، ثمّ بعد الموت يحضرون القضاة والولاة عند جنائزهم اظهاراً للبراءة من دمهم ، ويظهرون الحزن عند موتهم والتوجّع لفقدهم ، وان عمل أحد منهم في الظاهر معهم ( عليهم السلام ) ما يوجب البغض والإهانة بقدرهم ، فانّما هو في مقابلة ما يدّعونه عليهم من دعوى الإمامة والخروج عليهم ، ونحو ذلك ممّا هو عذر لهم عند العامّة .
وأمّا سائر الناس إلى يومنا هذا ، فانّهم وان أضمروا عداوتهم كما تغلي به صدورهم ، ويظهر على صفحات وجوههم ، بل على فلتات كلامهم بالإشارات

102

نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست