نام کتاب : الشفاعة حقيقة إسلامية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 33
حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون . . ) * [1] . وهاتان الآيتان توضحان بجلاء حقيقة الوعد الإلهي لمن مات وهو كافر ، وهو الخلود في النار ، ومعلوم أن الخلود في النار يتناقض تماما مع مفهوم الشفاعة . وقوله تعالى : * ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم ) * [2] . وقوله تعالى : * ( . . فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم ) * [3] . وهناك آيات كثيرة أخرى تحدثت عن التوبة . وبعد هذه الشواهد نقول ردا على الإشكال المتقدم ، إن الاثنينية في الجزاء إنما جاءت بتبع الإثنينية في الذنب ، ويتلخص الجواب في عدم الوحدة في الذنب ، فإن المولى قرر وأخبر منذ البدء عن الفرق في تعامله بين المؤمن والكافر بالنسبة إلى الذنوب الصادرة منهما ، وعلى أساس ذلك كان الكافر محروما من الشفاعة في الآخرة بخلاف المؤمن فقد تناله ، كما تقبل التوبة من ذنوبه إذا تاب . فكان جزاء كل منهما في الآخرة مطابقا لما قرره وأخبر به الناس على لسان الأنبياء وأوصيائهم ( عليهم السلام ) .