نام کتاب : الشفاعة حقيقة إسلامية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 31
فصحيح أن " الكذب " مثلا الصادر من المؤمن والصادر من الكافر واحد ، إلا أنهما يختلفان حكما ، وقد دلت على هذا الاختلاف الأدلة الواردة من قبل نفس المولى الذي اعتبر الكذب معصية له ، وهي الأدلة التي فرقت بين المؤمن والكافر . فهذا الإشكال إنما نشأ - في الحقيقة - من توهم وحدة الذنب ، وقد بينا أنه يختلف ويتعدد باختلاف صاحب الذنب ، وبهذا اللحاظ يختلف الحكم بجعل من المولى نفسه . إن القرآن الكريم ، في آياته الشريفة ، قد صنف موقف الناس يوم القيامة إلى عدة أصناف ، فهناك مؤمنون ، وهناك كافرون . والكافرون هم أولئك الذين لم يؤمنوا بالله في الحياة الدنيا أو أشركوا بعبادته أحدا ، ومثل هؤلاء لا تنالهم الشفاعة بصريح القرآن : * ( . . أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون . . ) * [1] . أو قوله تعالى : * ( . . . والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون . . ) * [2] . وواضح أن الخلود في النار يتنافى مع مفهوم الشفاعة . . كما نجد آيات أخرى تؤكد على ذلك . إن ما قرره الله سبحانه وتعالى من جزاء للمؤمنين والكافرين هي من