نام کتاب : الشفاعة حقيقة إسلامية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 30
وفسادها وكما يأتي : الإشكال الأول : إن ( نفس الذنب ) الذي قد يرتكبه المؤمن يرتكبه الكافر ، وإن الله سبحانه وتعالى قد وضع سنة العقاب والثواب جزاء لأفعال عباده ، وإن رفع العقاب عن المؤمنين المذنبين بواسطة الشفاعة ، وإنزاله على غيرهم من الكافرين ، مخل بعدالته ( سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ) وهذا الإشكال يمكن أن نسميه ب " مشكلة الاثنينية في الجزاء مع وحدة الذنب " . والجواب عليه : لا بد من بيان : هل الذنب من المؤمن والكافر واحد ؟ وهل أن قبول الله لشفاعة الشافعين بالمؤمن المذنب وحرمان الكافر منها اثنينية في الجزاء أم لا ؟ لا ريب أن الذنب من أي شخص ولأي شخص كان يقتضي استحقاق الذم والعقاب ، كما أن الإطاعة من أي شخص كان ولأي شخص كانت تقتضي الثواب والمدح ، وإلا لم يبق فرق بين المطيع والعاصي . إلا أن الله سبحانه فرق - وكلامنا فعلا في المعصية - بين ما إذا كانت من مؤمن به ، وما إذا كانت من كافر ، فجعل الشفاعة للمؤمنين العصاة كما فتح لهم باب التوبة ، وأما الكافرون فإن نيلهم الشفاعة أو قبول التوبة من الذنوب معلق على أصل الإيمان بالله عز وجل . . تماما كالحسنات ، فإنهم ما لم يؤمنوا لا يثابون عليها أبدا .
30
نام کتاب : الشفاعة حقيقة إسلامية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 30