نام کتاب : الشافي في الامامة نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 271
للناس ) إن كانت إشارة إلى جميع المصدقين فالمتعالم من حال كثير منهم خلافه ، وإن كانت إشارة إلى غيرهم فذلك مجهول لا يعلم به حال جماعة مخصوصة يصير إجماعها حجة " [1] . وقوله : " فإن قال : إذا أجمع [2] المصدقون على شئ يعلم دخول هذه الجماعة فيهم فيصير الاجماع حجة كما ذكرتم في الشهداء والمؤمنين ، قيل له : إنما يصح ذلك لأنهم وصفوا بصفة [3] علمنا معها دخولهم تحت المصدقين ، وخروجهم عمن سواهم ، وليس كذلك الحال فيما تعلقت به من هذه الآية ، لأنه لا يجوز أن يكون المراد بها من كان في عهد الرسول [ صلى الله عليه ] ، وعند نزول الخطاب ، لأنهم في تلك الحال كانوا بهذه الصفة فمن أين أن غيرهم بمنزلتهم [4] ؟ وقوله تعالى : ( كنتم ) يدل على ذلك ، ويفارق من هذا الوجه ما قدمناه وهو قوله : ( وكذلك جعلناكم ) لأن تلك الآية وإن كانت تقتضي الإشارة ففيها ما يدل على العموم وهو قوله : ( لتكونوا شهداء على الناس ) وليس في هذه الآية ما يقتضي هذا المعنى " [5] . فما نراه يخرج فيما يورده من الكلام على من تعلق بالآية التي ذكرها عما يأتي على جميع ما اعتمده في الآية الأولى وحتى كأنه يناقض من تعلق بالآيتين معا ، وإن استدل بالآية التي يضعف التعلق بها أن يقول ليس المعني بها جميع المصدقين ، بل من كان مؤمنا خيرا يستحق ما تضمنته الآية من الأوصاف ، ونعلم إجماعهم عند علمنا بإجماع المصدقين الذين