نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 9
فكم هو شاسع الفرق بين أن يقف المرء عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسكون وهيبة وخشوع ، يصلي ويسلم عليه وعلى آله بأكمل الصلوات والتحيات ، ويرتل المشروع من الدعاء ، عارفا بمقام النبي الكريم ، مستحضرا عظمته وعظمة ما أداه من أثر في إحياء بني الانسان ، مجددا معه عهد الاقتداء بسلوكه العظيم . . وبين أن تغيب عنه كل هذه المعاني الجليلة . فلا بد إذن من فقه بالعبادات ، فقه بأحكام الشريعة كلها ، الفقه الكافي في المحافظة على صورتها ، كأقرب ما تكون إلى الكمال . . ولابد إلى جانب هذا الفقه من وعي بأبعاد هذه الأحكام وأهدافها ومقاصدها العامة التي لاجلها بالدرجة الأولى شرعت ، أو التي ستنعكس عنها . ومن بين هذه الأهداف المقصودة من وراء الزيارة تركيز ضرورة الاقتداء بهؤلاء العظماء ، وتجديد العهد معهم ، وتعضيد المعرفة بحقوقهم ، ولا شك في أن هذا الهدف مقصود لوحده في الشريعة ، وقد أمرت به وحثت عليه ، وجعلت له أبوابا ومداخل كثيرة ، وهذه واحدة من تلك الأبواب والمداخل ، بل لعلها من أهمها ، لما تزرعه في الزائر من شعور بالقرب الأكيد من النبي أو الامام المزور . والأمة إنما تحيا بأسباب ، ومن أهم أسباب حياتها هو تمجيدها عظمائها ، وإحيائها ذكرهم ، الامر الذي سيجعلهم أحياء فيها على الدوام ، وإن بعدت بهم القرون . وبهذا الفقه والوعي يندفع الضجيج الذي يثيره البعض حول مشروعية الزيارة ، بحجة ما يصدر من كثير من الزائرين من أخطاء تمتزج بأعمالهم في الزيارة ، فإذا كانت هذه الأخطاء يجب تجنبها ، وهو كذلك ، فإنها أيضا لا تكون
9
نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 9