نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 82
عند متقدمي السلف ، مشهود بينهم ، وسائر الفقهاء لا يخالفون في هذا ، غير أن بعضهم كان يرى أن التأدب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقتضي أن لا يدنو الزائر من قبره كثيرا ، بل يقف أمامه على فاصلة ، بكل إجلال ، كما لو كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائما أمامه ، وهو رأي لا نكارة فيه لمن يرى هذا من التأدب ، وهو بعد لم يستند إلى أدلة تجعل منه السنة الثابتة في الزيارة ، إن القائلين به أيضا كانوا يستثنون من غلبته شدة الشوق ، فقبل القبر أو المنبر ، أو رمى بنفسه عليهما ، ولا ريب أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يصنعون معه مثل هذا في حياته في حالات الشوق الشديد الذي لا يمتلك معه المرء نفسه ، وقد كان ذلك مما يبعث في نفسه الشريفة الارتياح ، ويزيده لهم محبة ، وعليهم رحمة وشفقة . كما اتفقوا أيضا على أن من فعل ذلك لغرض التبرك وحده ، فلا بأس به ، ولا نكارة عليه . وإنما كرهوا أن يكون ذلك تصنعا ، وأن يتخذه المرء عادة وسنة ، دون أن يكون ذلك مصحوبا بشوق حقيقي . وهو المستفاد مما نسب إلى الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام - على فرض صحة إسناده - وقد رأى رجلا يفعل ذلك مرارا وفي كل يوم ، فقال له : ما يحملك على هذا ؟ . قال : أحب التسليم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم . فقال له زين العابدين عليه السلام : هل لك أن أحدثك عن أبي ؟ . قال : نعم . قال عليه السلام : حدثني أبي ، عن جدي ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تجعلوا قبري عيدا ، ولا تجعلوا بيوتكم قبورا ، وصلوا علي وسلموا حيث ما كنتم ،
82
نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 82