نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 81
النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمسين سنة ، فما الذي نقوله نحن في وقتنا لو وجدنا بعض شعره بإسناد ثابت ، أو شسع نعل كان له ، أو قلامة ظفر ، أو شقفة من إناء شرب فيه ؟ فلو بذل الغني معظم أمواله في تحصيل شيء من ذلك ، أكنت تعده مبذرا أو سفيها ؟ ! كلا . . فأبذل مالك في زورة مسجده الذي بنى فيه بيده ، والسلام عليه عند حجرته في بلده ، وتملا بالحلول في روضته ومقعده ، فلن تكون مؤمنا حتى يكون هذا السيد أحب إليك من نفسك وولدك وأموالك والناس كلهم . وقبل حجرا مكرما نزل من الجنة ، وضع فمك لاثما مكانا قبله سيد البشر بيقين ، فهنأك الله بما أعطاك ، فما فوق ذلك مفخر ، ولو ظفرنا بالمحجن الذي أشار به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى الحجر ثم قبل محجنه ، لحق لنا أن نزدحم على ذلك المحجن بالتقبيل والتبجيل ، ونحن ندري بالضرورة أن تقبيل الحجر أرفع وأفضل من تقبيل محجنه ونعله . قال : وقد كان ثابت البناني إذا رأى أنس بن مالك أخذ بيده فقبلها ، ويقول : يد مستها يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فنقول نحن إذا فاتنا ذلك : حجر معظم بمنزلة يمين الله في الأرض مسته شفتا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم لاثما له . . فإذا فاتك الحج ، وتلقيت الوفد فالتزم الحاج وقبل فمه ، وقل : فم مس بالتقبيل حجرا قبله خليلي صلى الله عليه وآله وسلم [1] . وفي كلام الذهبي هذا تعريض واضح بابن تيمية وأتباعه ، وهو يحث على شد الرحال لزيارة قبره ، وبذل الأموال من أجل ذلك ، بل من أجل الحصول على شيء من آثاره ، ولو شسع نعل كان له . وخلاصة القول : إن التبرك بمس قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنبره وآثاره أمر معروف