نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 7
المقدمة في مرافئ الحياة ، كل مرافئها ، أقامت الشريعة السمحة مآذن تحث على خير العمل ، ومنابر للدرس والارشاد ، ومشاعل تنير الجوانب والمداخل وبين النواحي والأطراف . . ذلك هو شأن الشريعة ، وسبيلها إلى مقاصدها في إحياء الأنفس ، ولم شتات المجتمعات ، وإعمار الأرض ، وتسوية الطريق إلى أحسن العواقب بعد الموت ، وبعد فناء الدنيا . . وليست تعرف الشريعة فيصلا بين عبادة المرء ربه ، وبين ممارساته شؤونه الخاصة والعامة ، فردا له كيانه الخاص ، وعضوا في أسرة وفي مجتمع . فليس في الشريعة شيء من العبادات أو القربات من شأنه أن ينعزل بالمرء عن تلك المقاصد والسبل . . ليس فيها خرافة يهوم بها الانسان بعيدا عن واقعه كعضو في مجتمع ، وكفرد سائر إلى غاية هي مصيره الأبدي . . ليس فيها ما يحنط مشاعره ، ويجمد أحاسيسه ، ويميت خلقه . . وكل ما انتهى بالمرء إلى نتائج خطيرة كهذه فهو ليس من الشريعة في شيء ، وإن اتخذ له من بعض أحكامها عنوانا . . وزيارة القبور لا تشذ عن هذه القواعد العامة ولا يخرج عن إطارها ، ومثلها
7
نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 7