نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 19
والثانية : ممارسة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها وأحاديثه الواردة فيها . باستثناء ما جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم في زيارة قبره الشريف خاصة ، فقد تكفل بها الفصل الثاني من هذا الكتاب . يلاحظ أن زيارة القبور بشكل عام مرت في عهد الرسالة بثلاث مراحل [1] : مرحلة الإباحة استمرارا لما كان عليه أهل الشرائع السابقة ، كما أشارت إليه آية سورة الكهف ، وكما يثبته الحديث النبوي الآتي الذي يضع نهاية لهذه المرحلة ، وتبتدئ المرحلة الثانية ، وهي مرحلة المنع من الزيارة ، وكان هذا المنع معللا كما سيأتي في الحديث النبوي ، وأخيرا مرحلة الإباحة وتجديد العمل بها وفق الآداب التي أقرها الاسلام . هذا التقسيم الثلاثي يستفاد بشكل مباشر من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، ألا فزوروها . أخرجه مسلم والترمذي والنسائي والحاكم والبغوي ، وغيرهم [2] . وهو واضح في أن المسلمين كانوا يزورون القبور ، ثم نهاهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن زيارتها ، ثم أذن لهم بعد ذلك بالزيارة . وفي رواية ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يتضمن علة النهي أو بعضها ، ففيها أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : نهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروها ، ولا تقولوا هجرا [3] .
[1] على أساس ما ورد في كتب الجمهور . [2] صحيح مسلم - كتاب الجنائز - 2 : 366 / 107 ، سنن الترمذي 3 : 370 / 1504 ، السنن الكبرى للنسائي 1 : 653 / 2159 ، المستدرك 1 : 530 / 1385 ، مصابيح السنة 1 : 568 / 1239 . [3] المعجم الكبير / الطبراني 11 : 202 / 11653 ، والمعجم الأوسط 3 : 343 / 2730 ، مجمع الزوائد / الهيثمي 3 : 58 .
19
نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 19