نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 117
والموضع الثاني : في قوله تعالى : ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا ) [1] . والآية هنا في معرض الرد على أقوام يعبدون الملائكة ، أو يؤلهون المسيح وعزيرا عليهما السلام ، فقالت الآية ان أولئك الذين تدعونهم من ملائكة وأنبياء إنما هم في أنفسهم يبتغون إلى ربهم الوسيلة ويرجون رحمته ويخافون عذابه [2] . والوسيلة هنا لم تخرج عن معناها الأول ، فهي التوصل والتقرب . وربما استعملت بمعنى ما به التوصل والتقرب ، ولعله الأنسب بالسياق [3] . ومن كل ما تقدم يعلم أن التوسل إنما هو اتخاذ الوسيلة المقصود ، ومعه يكون الأنسب في معنى الوسيلة أنها ما يتم به التوصل والتقرب . هذا هو التوسل في معناه اللغوي الجامع . أما التوسل إلى الله تعالى في معناه الاصطلاحي ، فهو أن يتقرب العبد إلى الله تعالى بشيء يكون وسيلة لاستجابة الدعاء ونيل المطلوب [4] . وهو ما جاء به قوله تعالى : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) فهم بعد استغفارهم يتخذون من استغفار الرسول لهم وسيلة لنيل توبة الله عليهم ورحمته إياهم . وهذا توسل بدعاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حياته .
[1] سورة الإسراء : 17 / 57 . [2] انظر تفسير الرازي 10 : 233 - 234 ، والميزان 13 : 128 . [3] الميزان 13 : 130 . [4] انظر : التوسل / جعفر السبحاني : 18 ، معاونية التعليم والبحوث الاسلامية ، بدون تاريخ ورقم طبعة .
117
نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 117