نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 116
قال أهل التفسير : أي اطلبوا إليه القربة بالطاعات ، فكأنه قال : تقربوا إليه بما يرضيه من الطاعات [1] . قال الرازي : الوسيلة ، فعيلة ، من وسل إليه إذا تقرب إليه . قال لبيد الشاعر : أرى الناس لا يدرون ما قد أمرهم * ألا كل ذي لب إلى الله واسل أي متوسل . فالوسيلة هي التي يتوسل بها إلى المقصود [2] . واستنتج السيد الطباطبائي مما تقدم في معنى الوسيلة أنها ليست إلا توصلا واتصالا معنويا بما يوصل بين العبد وربه ويربط هذا بذاك ، ولا رابط يربط العبد بربه إلا ذلة العبودية ، فالوسيلة هي التحقق بحقيقة العبودية وتوجيه وجه المسكنة والفقر إلى جنابه تعالى ، فهذه هي الوسيلة الرابطة ، وأما العلم والعمل فإنما هما من لوازمها وأدواتها كما هو ظاهر ، إلا أن يطلق العلم والعمل على نفس هذه الحالة . وفي الترابط بين المفردات الثلاثة : تقوى الله وابتغاء الوسيلة والجهاد في سبيله الواردة في الآية عرض السيد الطباطبائي صورة رائعة متماسكة ، خلاصتها أن الامر بابتغاء الوسيلة بعد الامر بالتقوى ، ثم الامر بالجهاد في سبيل الله بعد الامر بابتغاء الوسيلة ، هو من قبيل ذكر الخاص بعد العام اهتماما بشأنه [3] . فابتغاء الوسيلة إذن وهو التماس ما يقرب العبد إلى ربه ، أخص من التقوى العامة في اجتناب المعاصي والعمل بالطاعات .