نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 77
فهل يمكننا إذن أن نقول إن المقصود من حديث " الغدير " هو تذكير الناس بصداقة النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام ؟ وإن كان هذا هو القصد والهدف فما هو المبرر للخشية من الإفصاح بهذا . . . ؟ ولماذا يهدد هذا وحدة المسلمين وأخوتهم . . . ؟ ثم هل تستحق مسألة الصداقة بينهما صلوات الله عليهما أن يحشر الحجيج في بقعة من الأرض جرداء . . . ؟ تكويهم الشمس من جهة . . . ورمضاء الهجير من جهة أخرى فيضطر أحدهم أن يضع طرفا من ثوبه تحت رجليه . . . والآخر فوق رأسه كما يحدثنا التاريخ ؟ [1] 2 - إن النبي صلى الله عليه وآله قبل أن يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه " أخذ من المسلمين الاعتراف بأنه أولى بهم من أنفسهم ، وهذا يدل بوضوح على أن الولاية التي جعلها النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام هي عين الولاية التي هي له صلى الله عليه وآله . وهذه الولاية ليست صداقة أو محبة ، بل هي ولاية عامة وقيادة مطلقة . . . وإن كانت تتضمن المحبة والعطف فهو صلى الله عليه وآله بالمؤمنين رؤوف رحيم . 3 - إن حسان بن ثابت قد نظم واقعة " الغدير " شعرا بإجازة النبي صلى الله عليه وآله ، وقد انتشر ذلك الشعر وشاع برضى النبي صلى الله عليه وآله وعلمه . . . وقد ورد في شعر حسان تصريح بالخلافة والإمامة . . . ومع ذلك لم يعترض عليه معترض من ذلك الجمع الغفير ، قائلا له : إنك قد أخطأت في تفسير كلمة " مولى " . . . بل إن الجميع استحسنوا شعره ومدحوه ، وإليك بعض شعر حسان :