نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 76
حاجة ، ثم قال : اسقهم ، فجئتهم بذلك العس ، فشربوا منه جميعا حتى رووا . ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : يا بني عبد المطلب ، إني والله ما أعلم أن شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي منكم ، فأحجم القوم عنه جميعا ، فقلت : أنا ، وإني لأحدثهم سنا ، وأرمضهم عينا ، وأعظمهم بطنا ، وأحمشهم ساقا ، أنا يا رسول الله ، أكون وزيرك عليه ، فأعاد القول ، فأمسكوا عنه ، وأعدت ما قلت ، فأخذ برقبتي ، ثم قال لهم : هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب رضي الله عنه : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع " [1] . فانظروا إلى هذا الاستهزاء ، وإلى من يرجع ، وقد أطلت بنقل هذه الأحاديث لئلا يقول ابن حجر وأمثاله بأن المقصود من " بعدي " هو البعد بالمآل . حكمة أخيرة : كل الدلائل توضح أن المقصود من كلمة " مولى وولي " في الحديث ، هو الخليفة والقائد للأمة الإسلامية ، ولا يمكن أن ينسجم مع معنى آخر . . وإليك الدليل : 1 - علمنا مما سبق أن النبي صلى الله عليه وآله كان يخشى من طرح حديث الغدير . . . ولم يفعل ذلك إلا بعد أن ورد إليه الأمر الصريح وباللهجة الشديدة كما عرفت .
[1] رواه الثعلبي في " تفسيره " وغيره مسندا إلى البراء بن عازب .
76
نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 76