نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 399
قامت من مجلسها ، فقبلته وأجلسته في مجلسها [1] . وبعد أن قرت عين رسول الله صلى الله عليه وآله ، وزوج الله فاطمة عليا عليه السلام . . . أراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يعلن لمجتمع المسلمين ، ولصحابته المحيطين به هذا النبأ ، فيضيف مكرمة جديدة إلى سجل علي عليه السلام وفضيلة أخرى إلى فضائل فاطمة . . . فأمر أنس بن مالك أن يجمع فئة من الصحابة ليعلن عليهم نبأ تزويج فاطمة بعلي عليه السلام [2] . وهذا الموقف النبوي المرتبط بالمشيئة والوحي ، والأمر الإلهي ، يلفت أنظارنا ، ويستوقف خطانا ، ويلقي سؤالا هاما وخطيرا علينا ، وهو : لماذا لم يرخص لفاطمة عليها السلام بتزويج نفسها . . ؟ ولم لم يرخص لرسول الله صلى الله عليه وآله ، وهو أبوها ونبيها صلى الله عليه وآله بتزويجها ، والنبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم - إلا بعد أن نزل القضاء بذلك . ولماذا خص زواج فاطمة عليها السلام بهذه الميزة . . ؟ فلا بد وأن يكون هناك سر وحكمة إلهية ، ترتبط بهذا الزواج . إن هذا السر والاعداد لم يكن غامضا ، وهذه العناية لم تكن مجرد علاقة رحم وقرابة ، فالأمر ذو علاقة بحياة هذه الأمة ، والعلاقة ترتبط بامتداد فرع النبوة والإمامة ، فشاء الله أن يزوج خيرة نساء هذه الأمة - بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله بخيرة رجالها . فعلي عليه السلام هو الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيه لفاطمة