نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 184
لوجه الله وأعتقته [1] . وهذا الحديث برهان ساطع على كذبه ، إذ أنه كان فقيرا يلصق بطنه بالحصباء ، فمن أين له العبد المملوك ؟ ؟ وفي الحق أن أبا هريرة كان كثير الوضع ، ولكنه لسوء حظه لم يكن ليحسن الوضع ، فكان يحدث كما عرفت بكل ما يختلج في ذاكرته ، ولو أوتي أبو هريرة حسن تنظيم الأحاديث وتزويرها كما أوتي من الاقتدار على الاختلاق لضل به خلق كثير ، ولكن شاء أبو هريرة شيئا ، وشاء الله شيئا آخر . شاء أبو هريرة أن يضع السم بالدسم وأن يدس في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله ما يصيب بذلك غرضه ، وشاء الله أن يطلع الناس على سريرته ، ويعرفهم كذبه ، وقد قيل لابن عمر كما في " صحيح مسلم " [2] : إن أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " من اتبع جنازة فله قيراط من الأجر " ، قال ابن عمر : أكثر علينا أبو هريرة . ومما يدلنا دلالة واضحة على كثرة وضعه أن أمير المؤمنين عليه السلام وهو ابن عم الرسول صلى الله عليه وآله وممن ربي في حجره وهو الملازم له داخلا وخارجا ، ومع ذلك لم يرو عنه ما روي عن أبي هريرة الذي كان لا يجتمع بخدمته إلا كما كان يجتمع بخدمته سائر المسلمين ، وقد تنبه لهذا سراج الدين البلقيني - وهو من علمائهم الأعاظم - فأبطل كل ما تفرد به أبو هريرة . وأكاذيب أبي هريرة وخرافاته يضيق عنها هذا الفصل ، وأحسب فيما سقناه للمطالع الكريم كفاية .
[1] صحيح البخاري : 3 / 51 . [2] صحيح مسلم : 1 / 394 .
184
نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 184