نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 183
سوف يكون معرضا للنسيان ، وقد كان لا محالة يحس بذلك فيضيق صدره ، لذلك تراه يسعى وراء رفع هذه الشبهة بمختلف التعبير ، فتارة يقول : شغل أصحابه الصفق بالأسواق والعمل بأموالهم كما عرفت ، وتارة يقول : قلت للنبي صلى الله عليه وآله : يا رسول الله ، إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه ، قال صلى الله عليه وآله : " أبسط رداءك " فبسطته ، قال : فغرف بيده ، ثم قال : " ضمه " فضممته فما نسيت شيئا بعده [1] . وإنك ترى أن هذا الحديث أدل دليل على كذبه إذ أن الحفظ ليس بمرأى ليضمه رسول الله صلى الله عليه وآله في رداء أبي هريرة ، ثم يأمره بضمه ، وإنما هو وجود معنوي يحس به الإنسان كما يحس بسائر الأشياء الوجودية التي لا تدرك بالبصر - كالإرادة والكراهة والجوع والعطش - وغير ذلك . ولو أن أبا هريرة قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد دعا له بالحفظ لأمكن تصديقه لأن ذلك غير خارج عما يتصوره العقل ، بل يكون حال هذه الدعوة حال غيرها من الدعوات التي كان يدعى بها لأصحابه من الشفاء ، والتأييد ، وتثبيت اللسان وغير ذلك مما هو مستفيض عنه صلى الله عليه وآله ، وأن الأحاديث الدالة على كذبه كثيرة وكثيرة جدا ، فإنك بينما تراه يقول : كنت ألزم النبي صلى الله عليه وآله بشبع بطني حين لا آكل الخمير ، ولا ألبس الحرير ، ولا يخدمني فلان ولا فلانة وألصق بطني بالحصباء [2] ، إذ تراه يحدث فيقول : أبق غلام لي في الطريق ، فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وآله فبايعته فبينما أنا عنده إذ طلع الغلام ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : " هذا غلامك " ، فقلت : هو
[1] صحيح البخاري : 1 / 22 . [2] صحيح البخاري : 3 / 185 .
183
نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 183