نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 152
قلنا : مات زيد قبل الغدير بسنتين كما أخرجه في " جامع الأصول " فلما لزمتهم بذلك الفضيحة إلى القيامة ، نقلوا واقعة زيد إلى أسامة ، وللقرينة الحالية من النزول في الهاجرة ، وإقامة الرحال ، والمقالية من الخطبة والتحريص وإثبات الولاية لنفسه أولى بمنع ذلك الاحتمال . وحكى سبط ابن الجوزي في الباب الثالث من كتاب " خواص الأئمة " عن كتاب " سر العالمين " للغزالي حين أورد الغزالي حديث الغدير وبخ بخ عمر قال : هذا رضى وتسليم ، وولاية وتحكيم ، وبعد ذلك غلب الهوى ، وحب الرئاسة ، وعقود البنود ، وازدحام الجنود ، فحملهم على الخلاف ، فنبذوه وراء ظهورهم ، واشتروا به ثمنا قليلا ، فبئس ما يشترون ( انتهى كلامه ) وفيه تبصرة لذي بصيرة . على أنه لو كان المراد واقعة زيد لم يحتج علي عليه السلام في الشورى بخبر الغدير من جملة فضائله [1] بل كانوا قالوا : وأي فضيلة لك في ذلك ؟ وإنما هو لكذا وكذا ، ولأن تهنئة عمر تبطل ذلك ، ولو سلم أن السبب ذلك لكن جاز أن يعم كغيره من الآيات التي نزلت على أسباب ثم عمت . إن قيل : فإذا كان معنى " مولى " فرض الطاعة فأطلقوه على الأب والمستأجر ؟ قلنا : لا مانع منه لغة لولا أغلبية الاستعمال عرفا ، فإن الوالد أولى بتدبير ابنه ، والمستأجر أولى باستعمال أجيره .
[1] وذكر القصة في مناظرة علي عليه السلام أصحاب " الشورى " وهي جميلة جدا ، في إسناد مرفوع أخطب خطباء خوارزم في " مناقبه " ص 221 .
152
نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 152