نام کتاب : الرجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 35
وقال الشيخ الطبرسي ( قدس سره ) : استدل بهذه الآية على صحة الرجعة من ذهب إلى ذلك من الإمامية ، بأن قال : أن دخول ( من ) في الكلام يوجب التبعيض ، فدل ذلك على أن اليوم المشار إليه في الآية يحشر فيه قوم دون قوم ، وليس ذلك صفة يوم القيامة الذي يقول فيه سبحانه : * ( وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ) * . وقد تظاهرت الأخبار عن أئمة الهدى من آل محمد ( عليهم السلام ) في أن الله تعالى سيعيد عند قيام القائم ( عليه السلام ) قوما ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ، ويبتهجوا بظهور دولته ، ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم وينالوا بعض ما يستحقونه من العقاب في الدنيا من القتل على أيدي شيعته والذل والخزي بما يشاهدون من علو كلمته ، ولا يشك عاقل أن هذا مقدور لله تعالى غير مستحيل في نفسه ، وقد فعل الله ذلك في الأمم الخالية ونطق القرآن بذلك في عدة مواضع مثل قصة عزير وغيره ، وقد صح عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : ( سيكون في أمتي كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه ) [1] . أقوال المفسرين : أغلب المفسرين من غير الإمامية يمرون في تفاسيرهم بهذه الآية مرورا سريعا ، ويوجزون القول بكلمات معدودة ، ويمكن إجمال حصيلة آرائهم في نقطتين :