نام کتاب : الرجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 33
وبعبارة أخرى أن ما يدل على منافاة الحشر الخاص ليوم القيامة ، هو أن هذه الآية تدل على حشر فوج من كل أمة من أمم البشرية ممن كان يكذب بآيات الله ، و * ( من ) * في قوله تعالى * ( من كل أمة ) * تفيد التبعيض ، وهذا يعني الاستثناء ، وقد دلنا الكتاب الكريم في آيات عديدة على أن حشر القيامة لا يختص بقوم دون آخرين ، ولا بجماعة دون أخرى ، بل يشمل الجميع دون استثناء * ( ويوم يحشرهم جميعا ) * [1] ، فطالما حصل الاستثناء فإن ذلك لا يتعلق بأحداث يوم القيامة الذي ينهي الحياة برمتها على وجه الأرض ، ومن خلال ما تقدم اتضح الكلام عن دلالة الآية الثانية التي ذكرناها كعلامة بين يدي الساعة . إذن فالآية تأكيد لحدوث الرجعة التي تعتقد بها الشيعة الإمامية في حق جماعة خاصة ممن محضوا الكفر أو الإيمان ، وتعني عودة هذه الجماعة للحياة قبل يوم القيامة ، أما خصوصيات هذه العودة وكيفيتها وطبيعتها وما يجري فيها ، فلم يتحدث عنها القرآن الكريم ، بل جاء تفصيلها في السنة المباركة ، فإن صحت الأخبار بها توجب قبولها والاعتقاد بها ، وإلا وجب طرحها [2] . استدلال الأئمة ( عليهم السلام ) : لقد استدل أئمة الهدى من آل البيت ( عليهم السلام ) بهذه الآية على صحة الاعتقاد بالرجعة ، فقد روي عن أبي بصير ، أنه قال : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( ينكر أهل العراق الرجعة ؟ ) قلت : نعم ، قال : ( أما يقرأون القرآن * ( ويوم