نام کتاب : الحقوق الاجتماعية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 56
فسوف يتشكل رأي عام في المجتمع ، بأن إنجاب الأولاد ، أو على الأقل بذل الجهد في تربيتهما ، عملية خاسرة ، وتسفر عن نتائج غير مرضية ، وهذا سوف يؤدي إلى قلة أو انقطاع النسل - كما نوه الإمام ( عليه السلام ) - أو يؤدي إلى عدم الاهتمام بتربية الأبناء ، وفي كلتا الحالتين فالخسارة فادحة على المجتمع . ويحصل العكس من ذلك لو وجد الأبوان أنفسهما في موضع التكريم والاحترام ، فسوف يحرصون على إنجاب الأطفال ، والقيام بتربيتهم على النحو الأفضل . وخير شاهد معاصر على ذلك ما يحصل الآن في المجتمعات الغربية ، فقد أدى التفكك الأسري إلى متاهات لا تحمد عقباها ، وأخذ الولد يتنكر لقيمومة والديه ويتنصل عن أداء حقوقهما ، وانجرف في تيار المادة واللذة العارم ، الأمر الذي أدى إلى قلة النسل الشرعي وعدم الاهتمام بتربية الطفل ، وإيكاله إلى دور الحضانة ، وبلغ الانتكاس الاجتماعي حدا ، بحيث أصبحوا يهتمون بتربية الحيوان وخاصة الكلاب أكثر من الذين خرجوا من الأصلاب ! وإذا استمر هذا الوضع الشاذ ، بشيوع حالة من الأنانية والانعزال ، فسوف يؤدي إلى انقطاع أو على الأقل قلة النسل الشرعي ، وتصبح المجتمعات الغربية على شفير الهاوية . 4 - تحديد الحقوق المترتبة للوالدين : تتسع عدسة الرؤية للحقوق في مدرسة أهل البيت ( عليه السلام ) عن غيرها من المدارس والمذاهب القانونية والاجتماعية ، فهي تركز في توجهاتها على الحقوق المعنوية ، وتضعها في سلم الأولوية ، ولا يعني ذلك إهمال الحقوق المادية ، فإذا كانت النظرة المتعارفة للحق أنه حق مادي بالدرجة
56
نام کتاب : الحقوق الاجتماعية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 56