نام کتاب : الحقوق الاجتماعية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 117
شابه ذلك . أما في القوانين الإلهية ، فإضافة لوسائل الالزام والتنفيذ الخارجية - من شرطة ومحاكم - توجد عوامل إلزام وضبط داخلية ، متمثلة في الخشية والخوف من عقاب الله تعالى وسخطه ووعيده الأخروي . فالإنسان المسلم يسعى لكسب رضا الله تعالى من خلال إداء حقه أداء حقوق الآخرين ، والقرآن يرى أن ظلم الإنسان للآخرين هو ظلم يقع على نفسه في نهاية الأمر : * ( ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه . . ) * ( البقرة 2 : 231 ) . فالوازع الديني يصبح أداة كبح كبرى لكل نزعة شيطانية تريد التنصل من الحقوق والالتزامات . أما الإنسان الوضعي فليس لديه من عوامل الكبح والضبط الداخلية إلا الوجدان والأخلاق اللذين كثيرا ما ينحرفان عن جادة الصواب لمختلف الأسباب ، فتنقلب المقاييس لديه فيصبح المنكر معروفا ، والمعروف منكرا ! زد على ذلك وجود ترابط وثيق في الإسلام بين البعد الاجتماعي والبعد العبادي ، فكل إخلال في البعد الأول - من خلال عدم الالتزام بحقوق الآخرين - سوف ينعكس سلبا على الجانب العبادي وهذا ما أوضحه الحديث النبوي الشريف : " من كان له امرأة تؤذيه ، لم يقبل الله صلاتها ، ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه وإن صامت الدهر . . وعلى الرجل مثل ذلك الوزر ، إذا كان لها مؤذيا ظالما " [1] .
[1] وسائل الشيعة - 14 : 116 / 1 باب 82 من أبواب مقدمات النكاح .
117
نام کتاب : الحقوق الاجتماعية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 117