حيران حزين عند فقدان الماء المعين . كأني بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب ، يكون رحمةً على المؤمنين وعذاباً على الكافرين ) . عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس . . تعبير بليغ عجيب يشير إلى قوله تعالى : الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِئُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي الله لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَيَضْرِبُ الله الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَالله بِكُلِّ شئ عَلِيمٌ . ( سورة النور : 35 ) وقد ورد في صفة المسيح عليه السلام تعبير جلابيب النور بدل جيوب النور ، ففي مناظرة الإمام الرضا عليه السلام مع علماء النصارى ( قال للجاثليق : يا نصراني كيف علمك بكتاب شعيا عليه السلام ؟ قال : أعرفه حرفاً حرفاً . قال لهما : أتعرفان هذا من كلامه : يا قوم إني رأيت صورة راكب الحمار لابساً جلابيب النور ، ورأيت راكب البعير ضوؤه مثل ضوء القمر ) . ( عيون أخبار الرضا عليه السلام : 2 / 145 ) كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام وصف الإمام المهدي عليه السلام بالكوكب الدري قال : ( المشكاة رسول الله صلى الله عليه وآله والمصباح الوصي والأوصياء ، والزجاجة فاطمة ، والشجرة المباركة رسول الله صلى الله عليه وآله ، والكوكب الدري القائم المنتظر الذي يملأ الأرض عدلاً ) . ( المحكم والمتشابه ص 25 ) وعن الإمام الكاظم عليه السلام في تفسير قوله تعالى : لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ، قال : يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم ، قال يقول الله : وَالله مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، نوره ولاية القائم . ( الكافي : 1 / 32 ) إن أعلى الكلمات في الوصف كلمة ( النور ) لأن الله تعالى وصف بها نفسه فقال : الله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، ثم وصف فيها النبي والإمام فقال : مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ . فِي بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ . . وختام هذه البيوت وأفضلها بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ، ونوره الذي فيه هو الإمام المهدي عليه السلام .