responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 632


عليهم السلام كلمات بليغة عميقة ، وكلماتهم عليهم السلام ذات أفق عال ، مهما تعمق الفكر في غورها فإنما يصل إلى رشح من فياض فراتها ! فقد قالوا إن إبراهيم صلى الله عليه وآله عبر أربع مراحل وامتحانات حتى وصل إلى الإمامة ! قال الإمام الصادق عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتخذه نبياً ، وإن الله اتخذه نبياً قبل أن يتخذه رسولاً ، وإن الله اتخذه رسولاً قبل أن يتخذه خليلاً ، وإن الله اتخذه خليلاً قبل أن يجعله إماماً ، فلما جمع له الأشياء قال : إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ، قال فمن عظمها في عين إبراهيم قال : وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ؟ قال : قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ . قال : لا يكون السفيه إمام التقي ! ( الكافي : 1 / 175 ) ( 3 ) والإتخاذ الإلهي في مرحلة العبودية والنبوة والرسالة ، والجعل الإلهي في مرحلة الإمامة ، يحتاج إلى بحث مفصل ! وكذلك درجات العبودية والنبوة والرسالة ، وينبغي أن تتأملوا في التعبير في تركيبه ومادته وهيئته .
وقد ورد في تعليل اتخاذ الله لإبراهيم خليلاً أنه لم يسأل مخلوقاًً قط ! فكروا في هذا السمو الإنساني ، وإلى أي درجة وصل هذا الشخص الثاني في سلسلة النبوة صلى الله عليه وآله وأنه في حياته لم يسأل أحداً إلا الله تعالى . هذا في تعامله مع الله تعالى ، أما في تعامله مع الخلق ، فلم يسأله أحد وقال له : لا !
إن كلام الإمام الصادق عليه السلام يعني أن إبراهيم صلى الله عليه وآله عندما تمت فيه جنبة تعامله مع الحق ومع الخلق ، ووصل إلى تلك النقطة العالية من السمو ، في ذلك الوقت قال له الله تعالى : إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً !
هذه هي الإمامة ! فلا تنقصوا هذا المنصب الرباني قدره ، ولا تخونوا السنن الإلهية ، ولا تمدوا أيديكم إلى الأسرار الربوبية ، وإن شهر رمضان شهر توضيح الإمامة للناس ، وشهر تعريف الإمام للناس ، فعرفوا الناس بمقام الإمامة العظيم !
هذا عن الإمامة ، فمن هو ذلك الإمام الذي فُصِّلَتْ له هذه الحُلَّة ؟ أقرأ لكم

632

نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 632
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست