( : 1 / 185 ) صحيحة السند ، فهي عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام في قول الله عز وجل : وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ؟ فقال عليه السلام : طاعة الله ومعرفة الامام . ( 1 ) مجلسنا ليس مجلس خطابة ، فأنتم والحمد لله علماء قم ، والمهم في مثل هذا الموضوع أن نتعرف على فقه الآية والرواية ، ونتأمل بدقة ماذا يستفاد من الكتاب والسنة ؟ الحكمة هي قوله تعالى : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ . ( سورة الجمعة : 2 ) إن دقة النظر في فقه القرآن والحديث يجب أن تأخذ في اعتبارها أن بعثة جميع الأنبياء من آدم إلى الخاتم عليهم السلام تبدأ بتلاوة الآيات وتنتهي بالحكمة . إن فهم حديث الإمام الصادق عليه السلام يتوقف على فهم تلك الحكمة التي تنتهي إليها بعثة الأنبياء عليهم السلام ، وتلك الحكمة التي أمر الله نبيه أن يدعو الناس بها ، وتلك الحكمة التي لا يؤتيها الله لكل أحد ، بل لمن يشاء ويختار من عباده ، وتلك الحكمة التي من يؤتى منها قليلاً فقد أوتي خيراً كثيراً . إن تلك الحكمة التي لها مبدأ ومنتهى ، فمبدؤها طاعة الله عز وجل ، ومنتهاها معرفة الإمام عليه السلام ! فأي خط هذا الذي أوله الله تعالى ، وختامه خاتم الأوصياء ، المنتهي إليه مواريث الأنبياء عليهم السلام ! مهما فكرنا في هذه الحقيقة فهو قليل ، فإن نتيجتها أن كل التكوين والتشريع يبدأ بنقطة وينتهي بنقطة . يبدأ بذات القدوس المتعال عز وجل ، وينتهي بإمام العصر والزمان أرواحنا فداه ! ليس هذا الكلام خطايباً بل هو عين البرهان ، غاية الأمر أن بعض الناس مصابون بهبوط في مستوى العلم والفكر ، وقد وصل إدراك حواسهم إلى حد