بحث الوضع والمعنى الحرفي ، إلى آخر بحث التعارض والتراجيح . نقل لي أحدهم أن الكاتب المصري المعروف أحمد أمين عندما زار النجف الأشرف سأل المرحوم الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء قدس سره عن علم أصول الفقه ، فدعا له بالمجلد الأول من كفاية الأصول للمحقق الخراساني قدس سره ، فقرأ فيه أحمد أمين ، ثم قرأ . . وقال : لم أفهم ! فقال له : نعم ، لأنك لم تدرس . . وهذا علم يحتاج إلى دراسة ! عمق الفيلسوف يحترم الناس الفلاسفة بقطع النظر عن عقائدهم ، بسبب مستوياتهم الذهنية العالية . فالذي يستطيع أن يفهم مصادر الفلسفة القديمة اليونانية وما طوَّر فيها الفلاسفة المسلمون ، ويستوعب منظومة السبزواري وشفاء ابن سينا وإشاراته مثلاً ، أو يستوعب الفلسفة الحديثة كفلسفة كانت ، وديكارت ، وبراتراند راسل . . لابد أن يكون فهيماً صاحب مستوى ذهني عال . والمرجع الوحيد الخراساني بهذا الميزان ، من أصحاب هذه الذهنيات العالية ، حيث درس أمهات كتب الفلسفة ، فهو أستاذ فيها ، وإن كان وزن الفلسفة والفلاسفة عنده خفيفاً ، فنراه عندما يتعرض لبعض نظريات الشيخ الرئيس ابن سينا ، إنما يحترمه لأنه وصل في آخر عمره إلى اليأس من الفلسفة ، وتوجه بفكره ليقتبس من القرآن الكريم . من هنا كانت خبرته الفلسفية عاملاً مساعداً في فهمه للنبي وآله صلى الله عليه وآله توجب مزيد اطمئنان لأولئك الذين يُكْبِرون الفلسفة . * *